فصل: (سورة الأنفال: آية 1):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله تعالى: {نعم المولى} المخصوص بالمدح محذوف: أي نعم المولى الله سبحانه.
قوله تعالى: {أن ما غنمتم} ما بمعنى الذى: والعائد محذوف، و{من شيء} حال من العائد المحذوف تقديره: ماغنمتموه قليلا وكثيرا {فأن لله} يقرأ بفتح الهمزة.
وفى الفاء وجهان: أحدهما أنها دخلت في خبر الذي لما في الذي من معنى المجازاة، وأن وما عملت فيه في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره: فالحكم أن لله خمسه.
والثانى أن الفاء زائدة وأن بدل من الأولى، وقيل ما مصدرية والمصدر بمعنى المفعول: أي واعلموا أن غنيمتكم: أي مغنومكم، ويقرأ بكسر الهمزة في أن الثانية على أن تكون أن وما عملت فيه مبتدأ وخبرا في موضع خبر الأولى والخمس بضم الميم وسكونها لغتان قد قرئ بهما {يوم الفرقان} ظرف لأنزلنا أو لآمنتم {يوم التقى} بدل من يوم الأول، ويجوز أن يكون ظرفا للفرقان لأنه مصدر بمعنى التفريق.
قوله تعالى: {إذ أنتم} إذ بدل من يوم أيضا، ويجوز أن يكون التقدير: اذكروا إذ أنتم، ويجوز أن يكون ظرفا لقدير، والعدوة بالضم والكسر لغتان قد قرئ بهما {القصوى} بالواو، وهى خارجة على الأصل، وأصلها من الواو.
وقياس الاستعمال أن تكون القصيا لأنه صفة كالدنيا والعليا، وفعلى إذا كانت صفة قلبت واوها ياء فرقا بين الإسم والصفة {والركب} جمع راكب في المعنى، وليس بجمع في اللفظ، ولذلك تقول في التصغير ركيب كما تقول فريخ، و{أسفل منكم} ظرف: أي والركب في مكان أسفل منكم: أي أشد تسفلا، والجملة حال من الظرف الذي قبله، ويجوز أن تكون في موضع جر عطفا على أنتم: أي وإذ الركب أسفل منكم {ليقضى الله} أي فعل ذلك ليقضى {ليهلك} يجوز أن يكون بدلا من ليقضى بإعادة الحرف، وأن يكون متعلقا بيقضى أو بمفعولا {من هلك} الماضي هنا بمعنى المستقبل، ويجوز أن يكون المعنى: ليهلك بعذاب الآخرة من هلك في الدنيا منهم بالقتل {من حى} يقرأ بتشديد الياء وهو الأصل لأن الحرفين متماثلان متحركان، فهو مثل شد ومد، ومنه قول عبيد:
عيوا بأمرهم كما ** عيت ببيضتها الحمامه

ويقرأ بالإظهار وفيه وجهان: أحدهما أن الماضي حمل على المستقبل وهو يحيا، فكما لم يدغم في المستقبل لم يدغم في الماضي، وليس كذلك شد ومد فإنه يدغم فيهما جميعا.
والوجه الثاني أن حركة الحرفين مختلفة، فالأولى مكسورة والثانية مفتوحة، واختلاف الحركتين كاختلاف الحرفين، ولذلك أجازوا في الاختيار لححت عينه وضبب البلد إذا كثر ضبه، ويقوى ذلك أن الحركة الثانية عارضة، فكان الياء الثانية ساكنة، ولو سكنت لم يلزم الادغام، وكذلك إذا كانت في تقدير الساكن، والياآن أصل وليست الثانية بدلا من واو، فأما الحيوان فالواو فيه بدل من الياء، وأما الحواء فليس من لفظ الحية، بل من حوى يحوى إذا جمع، و{عن بينة} في الموضعين يتعلق بالفعل الأول.
قوله تعالى: {إذ يريكهم} أي اذكروا، ويجوز أن يكون ظرفا لعليم.
قوله تعالى: {فتفشلوا} في موضع نصب على جواب النهى، وكذلك {وتذهب ريحكم} ويجوز أن يكون فتفشلوا جزما عطفا على النهى، ولذلك قرئ {ويذهب ريحكم}.
قوله تعالى: {بطرا ورئاء الناس} مفعول من أجله أو مصدر في موضع الحال {ويصدون} معطوف على معنى المصدر.
قوله تعالى: {لا غالب لكم اليوم} غالب هنا مبنية، ولكم في موضع رفع خبر لا، واليوم معمول الخبر، و{من الناس} حال من الضمير في لكم، ولايجوز أن يكون اليوم منصوبا بغالب، ولا من الناس حالا من الضمير في غالب، لأن اسم لا إذا عمل فيما بعده لا يجوز بناؤه، والألف في {جار} بدل من واو لقولك جاورته، و{على عقبيه} حال.
قوله تعالى: {إذ يقول المنافقون} أي اذكروا ويجوز أن يكون ظرفا لزين أو لفعل من الأفعال المذكورة في الآية مما يصح به المعنى.
قوله تعالى: {يتوفى} يقرأ بالياء، وفى الفاعل وجهان: أحدهما {الملائكة} ولم يؤنث للفصل بينهما ولأن تأنيث الملائكة غير حقيقي، فعلى هذا يكون {يضربون وجوههم} حالا من الملائكة أو حالا من الذين كفروا، لأن فيها ضميرا يعود عليهما.
والثانى أن يكون الفاعل مضمرا: أي إذ يتوفى الله والملائكة على هذا مبتدأ، ويضربون الخبر، والجملة حال ولم يحتج إلى الواو لأجل الضمير: أي يتوفاهم والملائكة يضربون وجوههم، ويقرأ بالتاء والفاعل الملائكة.
قوله تعالى: {كدأب} قد ذكر في آل عمران ما يصح منه إعراب هذا الموضع.
قوله تعالى: {وإن الله سميع عليم} يقرأ بفتح الهمزة تقديره: ذلك بأن الله لم يك مغيرا وبأن الله سميع، ويقرأ بكسرها على الاستئناف.
قوله تعالى: {الذين عاهدت} يجوز أن يكون بدلا من الذين الأولى، وأن يكون خبر مبتدأ محذوف: أي هم الذين.
ويجوز أن يكون نصبا على إضمار أعنى، و{منهم} حال من العائد المحذوف.
قوله تعالى: {فإما تثقفنهم} إذ أكدت أن الشرطية بما أكد فعل الشرط بالنون ليتناسب المعنى {فشرد بهم} الجمهور على الدال وهو الأصل، وقرأ الأعمش بالذال وهو بدل من الدال، كما قالوا: خراديل وخراذيل، وقيل هو مقلوب من شذر بمعنى فرق، ومنه قولهم: تفرقوا شذر مذر، ويجوز أن تكون من شذر في مقاله إذا أكثر فيه.
وكل ذلك تعسف بعيد.
قوله تعالى: {فانبذ إليهم} أي عهدهم فحذف المفعول، و{على سواء} حال.
قوله تعالى: {ولا تحسبن الذين} يقرأ بالتاء على الخطاب للنبى صلى الله عليه وسلم، والمفعول الثاني {سبقوا} ويقرأ بالياء، وفى الفاعل وجهان: أحدهما هو مضمر: أي يحسبن من خلفهم، أو لا يحسبن أحد، فالاإعراب على هذا كإعراب القراءة الأولى.
والثانى أن الفاعل الذين كفروا، والمفعول الثاني سبقوا، والأول محذوف: أي أنفسهم، وقيل التقدير: أن سبقوا، وأن هنا مصدرية مخففة من الثقيلة حكى عن الفراء وهو بعيد لأن أن المصدرية موصولة، وحذف الموصول ضعيف في القياس شاذ في الاستعمال {إنهم لا يعجزون} أي لايحسبوا ذلك لهذا.
والثانى أنه متعلق بتحسب إما مفعول أو بدل من سبقوا، وعلى كلا الوجهين تكون لازائدة وهو ضعيف لوجهين: أحدهما زيادة لا والثانى أن مفعول حسبت إذا كان جملة وكان مفعولا ثانيا كانت فيه إن مكسورة لأنه موضع مبتدأ وخبر.
قوله تعالى: {من قوة} هو في موضع الحال من ما أو من العائد المحذوف في استطعتم {ترهبون به} في موضع الحال من الفاعل في اعدلوا، أو من المفعول لأن في الجملة ضميرين يعودان إليهما.
قوله تعالى: {للسلم} يجوز أن تكون اللام بمعنى إلى، لأن جنح بمعنى مال، ويجوز أن تكون معدية للفعل بنفسها وأن تكون بمعنى من أجل، والسلم بكسر السين وفتحها لغتان، وقد قرئ بهما وهى مؤنثة، ولذلك قال: {فاجنح لها}.
قوله تعالى: {حسبك الله} مبتدأ وخبر، وقال قوم: حسبك مبتدأ، والله فاعله: أي يكفيك الله: {ومن اتبعك} في من ثلاثة أوجه: أحدها جر عطفا على الكاف في حسبك، وهذا لا يجوز عند البصريين لأن العطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار لا يجوز.
والثانى موضعه نصب بفعل محذوف دل عليه الكلام تقديره: ويكفى من اتبعك.
والثالث موضعه رفع على ثلاثة أوجه: أحدها هو معطوف على اسم الله، فيكون خبرا آخر كقولك: القائمان زيد وعمرو، ولم يثن حسبك لأنه مصدر.
وقال قوم: هذا ضعيف لأن الواو للجمع، ولا يحسن هاهنا كما لم يحسن في قولهم: ما شاء الله وشئت، وثم هنا أولى.
والثانى أن يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره: وحسبك من اتبعك.
قوله تعالى: {إن يكن} يجوز أن تكون التامة فيكون الفاعل {عشرون}، و{منكم} حال منها أو متعلقة بيكون، ويجوز أن تكون الناقصة فيكون عشرون اسمها ومنكم الخبر.
قوله تعالى: {أسرى} فيه قراءات قد ذكرت في البقرة {والله يريد الآخرة} الجمهور عل نصب الآخرة على الظاهر، وقرئ شاذا بالجر تقديره: والله يريد عرض الآخرة، فحذف المضاف وبقى عمله، كما قال بعضهم:
أكل امرئ تحسبين امرأ ** ونار توقد بالليل نارا

أي وكل نار.
قوله تعالى: {لولا كتاب} كتاب مبتدأ، و{سبق} صفة له.
و{من الله} يجوز أن يكون صفة أيضا، وأن يكون متعلقا بسبق والخبر محذوف: أي تدارككم.
قوله تعالى: {حلالا طيبا} قد ذكر في البقرة.
قوله تعالى: {خيانتك} مصدر خان يخون، وأصل الياء الواو فقلبت لانكسار ما قبلها ووقوع الألف بعدها.
قوله تعالى: {من ولايتهم} يقرأ بفتح الواو وكسرها وهما لغتان، وقيل هي بالكسر الإمارة، وبالفتح من موالاة النصرة.
قوله تعالى: {إلا تفعلوه} الهاء تعود على النصر، وقيل على الولاء والتأمر.
قوله تعالى: {في كتاب الله} في موضع نصب بأولى: أي يثبت ذلك في كتاب الله.. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة الأنفال:

.[سورة الأنفال: آية 1]:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1)}.
{يَسْئَلُونَكَ} مضارع والواو فاعله والكاف مفعوله. {عَنِ الْأَنْفالِ} متعلقان بالفعل قبلهما. والجملة مستأنفة. {قُلِ} فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت أي النبي صلوات اللّه عليه والجملة مستأنفة.
{الْأَنْفالِ} مبتدأ. {لِلَّهِ} لفظ الجلالة مجرور باللام ومتعلقان بمحذوف خبر {وَالرَّسُولِ} عطف والجملة مقول القول. {فَاتَّقُوا} الفاء الفصيحة وفعل أمر مبني على حذف النون وفاعله واللّه لفظ الجلالة مفعوله. والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم. {وَأَصْلِحُوا} عطف. {ذاتَ} مفعوله. {بَيْنِكُمْ} مضاف إليه والجملة معطوفة.
{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الجملة معطوفة {إِنْ} شرطية جازمة. {كُنْتُمْ} فعل ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط والتاء اسمها وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه.

.[سورة الأنفال: آية 2]:

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيمانًا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)}.
{إِنَّمَا} كافة ومكفوفة. {الْمُؤْمِنُونَ} مبتدأ مرفوع. {الَّذِينَ} اسم موصول في محل رفع خبر والجملة مستأنفة. {إِذا} ظرف يتضمن معنى الشرط. {ذُكِرَ اللَّهُ} فعل ماض مبني للمجهول ولفظ الجلالة نائب فاعله والجملة في محل جر بالإضافة. {وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} فعل ماض وفاعل والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم. {تُلِيَتْ} فعل ماض مبني للمجهول تعلق به الجار والمجرور {عَلَيْهِمْ} {آياتُهُ} نائب فاعل والجملة معطوفة. {زادَتْهُمْ} فعل ماض ومفعوله {إِيمانًا} تمييز. {وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} مضارع تعلق به الجار والمجرور قبله والواو فاعله والجملة معطوفة.

.[سورة الأنفال: آية 3]:

{الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (3)}.
{الَّذِينَ} اسم موصول بدل والجملة الفعلية {يُقِيمُونَ الصَّلاةَ} صلة الموصول. {وَمِمَّا} اسم موصول في محل جر بمن. والجار والمجرور متعلقان {بينفقون} والجملة معطوفة وجملة {رَزَقْناهُمْ} صلة الموصول لا محل لها.

.[سورة الأنفال: آية 4]:

{أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)}.
{أُولئِكَ} اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف للخطاب. {هُمُ} ضمير فصل لا محل له. {الْمُؤْمِنُونَ} خبر أو هم ضمير رفع مبتدأ والمؤمنون خبره، والجملة الاسمية خبر أولئك. {حَقًّا} صفة لمفعول مطلق محذوف أي المؤمنون إيمانا حقا.
{لَهُمْ} متعلقان بمحذوف خبر. {دَرَجاتٌ} مبتدأ. {عِنْدَ} ظرف مكان متعلق بمحذوف صفة درجات، {رَبِّهِمْ} مضاف إليه، والجملة مستأنفة.. {وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ} عطف {كَرِيمٌ} صفة.